التعليم المدمج .. الخيار الأفضل لتمكين الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة
يُعَرف
التعليم المدمج (Blended Learning) بأنه برنامج التعليم
الرسمي الذي يتعلم فيه الطالب من خلال التّعلّم الإلكتروني والتّعلّم الصفي
التقلدي، مع بعض العناصر التي تتيح للطالب التحكم
بالوقت والمكان ومسار ووتيرة التّعلّم. يمنح هذا النوع من التعليم الكثير من
الاستقلالية والمرونه للطلبة والقدرة على التعلم الذاتي. كما يحتوي على نماذج مترابطة
على طول مسار تعلم الطالب لتزويده بخبرات تعليمية متكاملة، وهو ما قد يعني إستخدام
بيانات من بيئة التعلم الإلكتروني لتعليم وتوجيه الطالب في بئية التعلم الصفية.
لم
يكن التعليم المدمج ملائماً فقط للطلبة العاديين، بل هو النظام الأفضل والأكثر
ملائمتاً للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، نظراً لما يوفره هذا النظام من قدرة الطالب
على التحكم في المكان الذي يتعلم فيه، والمسار التعليمي ووتيرته. لدى هذا النظام
الإمكانية لمساعدة هؤلاء الطلاب على تحقيق نمو أكبر من أي نظام أخر، فالطالب من
ذوي الاحتياجات الخاصة مؤهلون لتلقى تعليم متخصص لفترة محددة، ولكن التعليم المدمج
يوفر فرصة لهؤلاء الطلبة للتعلم لفترة أطول وأكثر شمولية وضمن بيئة تعلم إعتيادية.
يتلقى
الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة تعليمهم بأن يتم فصلهم عن الفصول الدراسية العادية،
أو ان يتم الاستعانه بمدرس متخصص. وفي كلا الحالتين، يتلقى هؤلاء الطلبة تعليم في
مجموعات صغيرة منعزلة وبالطريقة نفسها. في حين يركز التعليم المدمج على تزويد
الطلاب بالتعليم في مجموعات صغيرة يتم دمجهم فيها مع الطلبة العاديين، أو واحد
مقابل واحد ( طالب واحد مع معلم الصف)، لأن الطلبة الأخرين يوجهون عملية التعليم
الخاصة بهم بأنفسهم، وبالتالي يصبح معلم الصف متحرراً لتوفير دعم وتعليم أكثر
للطلبة الذي يحتاجون إليه وخاصة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.
يرتكز
التعليم المدمج بشكل أساسي على التكنولوجيا في توفير التعليم للطلاب، حيث تتضمن
معظم برامج نظام التعليم المدمج على برامج حاسوب تجمع البيانات لعمل التقييمات
اللازمة او تقديم المحتوى التعليمي بطريقة جذابة ومثيرة للإهتمام. في كلا
الحالتين، تساعد هذه البرامج على توفير الارشادات اللازمة للطلاب أو تزويد
المعلمين بالمعلومات اللازمة لمعرفة ما الذي سيتم تدريسه للطلاب لاحقاً. وهذه
البرامج تعزز من مشاركة الطلاب وخاصة طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يعانون من
القدرة على التركيز والانخراط بشكل مستمر في المحتوى التعليمي.
إن
الحاجة الى إستخدام بيئة التعليم المدمج تكمن في أن جميع الطلبة لديهم فروق فردية
، فهم يتعلمون بطرق وسرعات مختلفة. فإذا كان هناك مجموعة طلاب بأمكانهم أن يتعلموا
بشكل افضل في ظل هذه الفروق، فهم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يواجهون
مشاعر الدونية لانهم يتعلمون بطرق مختلفة عن الطلاب الاخرين. في بيئات التعليم المدمج
لا تظهر هذه الاختلافات ويتم التعامل مع جميع الطلاب العاديين وذوي الاحتياجات
الخاصة على انهم مختلفون ولديهم فروق فردية وهذا أمر جيد.
لا
بد أن نتطلع الى مستقبل أكثر أشراقاً للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال
المزايا العديدة التي يوفرها هذا النظام، حيث تشهد بيئات التعليم المدمج هذه
الأيام أزدياداً ملحوظاً في الفصول الدراسية، لإنها تشجع العديد من إستراتيجيات
التدريس التي تعود بالفائدة على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتلغي جميع الفوارق
ما بينهم وبين الطلبة العاديين داخل الغرف الصفية، والتي كانت دائماً تشعرهم
بالدونية وتحول دون نموهم وتطورهم. كما أن إعتماد بيئات التعليم المدمج على
استخدام التكنولوجيا كأداة ليس فقط لإشراك الطلاب، ولكن أيضاً ببيانات تحفز الطلاب
على تحسين تعلمهم ذاتياً، يعزز من قدرة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في الإعتماد
على انفسهم، وبالتالي القدرة على تحمل المسؤولية والمساهمة الفاعلة في المجتمع.
(نشرت في مجلة ينابيع في العدد الحادي عشر، شباط 2020)
(نشرت في مجلة ينابيع في العدد الحادي عشر، شباط 2020)
المراجع:
·
Moiseienko,N. V. and Ozarko, I. I. (2019).
Types of Blended Learning. Science and Education a New Dimension. Pedagogy and Psychology, 67 (178): PP 47 – 50.
·
Special Education Careers. (2019,
Jan) Why Blended
Learning is Right for Special Education Students. Retrieved on
September 21, 2019, from URL : https://www.specialeducareers.com/resources/blog
Comments
Post a Comment